مركز بداية

أهم التقنيات الحديثة في علاج اضطرابات النطق

يعاني نحو 10% من سكان العالم من اضطرابات تواصل بما فيها اضطرابات النطق، وإن احتاج 1% منهم فقط إلى علاج، سنحتاج إلى 1.6 مليون أخصائي علاج نطق، في حين أن العدد الحالي عالميًا لا يتجاوز 300 ألف، مما يعني أن استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في علاج اضطرابات النطق لم تعد رفاهية بعد الآن. لذا نناقش في هذا المقال مدى فعالية دمج التقنيات الحديثة في التعامل مع هذه الاضطرابات وقدرتها على التشخيص ووضع خطة علاجية مناسبة وأبرز التقنيات والاتجاهات المستخدمة لكل من ذوي الاضطرابات والأخصائيين.

جدول المحتويات

ما هو علاج النطق؟

اضطرابات النطق تعني ضعف القدرة على فهم أو إنتاج اللغة المنطوقة يؤثر على الحياة الأكاديمية والمهنية والشخصية، تتضمن مشاكل إخراج الأصوات (كاللدغات) أو اضطرابات الطلاقة (كالتأتأة والتلعثم) أو اضطرابات الصوت أو حتى جوانب اللغة والاستيعاب والتعبير عن الأفكار أو الآراء أو العواطف أو التفاعلات الاجتماعية التي تتطلب التواصل اللفظي. ويعمل أخصائيو النطق على وضع خطط علاجية بناءً على تقييم دقيق لحالة كل طفل أو بالغ من خلال الأساليب التقليدية التالية:

  • التقييم: استخدام اختبارات مقنّنة (مثل اختبار غولدمان-فريستاو Goldman-Fristoe) أو ملاحظة شاملة لتحديد نقاط الضعف والقوّة.
  • وضع الأهداف: تحديد الأصوات أو التراكيب اللغوية التي ستُستهدف في خطة العلاج.
  • التدخّل: عبر تمارين تكرارية، ونمذجة لغوية، وأحيانًا الأنشطة اليدوية أو الألعاب التقليدية لتحفيز الطفل على النطق الصحيح.
  • متابعة التقدّم: مراقبة الأداء بانتظام وتعديل الأهداف أو الأساليب وفق الحاجة.

أثبتت هذه الأساليب فعاليتها، لكنها قد تتطلّب وقتاً وجهداً كبيراً من الممارس والطفل والأهل، وقد يضعف انخراط بعض الأطفال في التكرار الرتيب إذا لم تتوفّر حوافز كافية. هذا ما يأخذنا إلى السؤال التالي..

ما أهمية استخدام التقنيات الحديثة في علاج اضطرابات النطق؟

medium shot boy with laptop 1

تساهم تطبيقات تحسين النطق في تعزيز جودة العلاج وزيادة فاعليته من خلال:

  • توسيع نطاق الوصول: بفضل تقنيات العلاج عن بُعد والتطبيقات الذكية، أصبح بإمكان الأشخاص الذين يعيشون في مناطق نائية أو يواجهون صعوبات في التنقل الحصول على العلاج بسهولة، مما يقلل من الفجوة في تقديم الخدمات.
  • العلاج المخصّص: توفر الحلول الرقمية مثل التطبيقات والبرامج العلاجية خططًا مخصصة لكل مريض بناءً على تقييم أدائه، مما يساعد على تحقيق نتائج أسرع وأكثر دقة.
  • تعزيز التفاعل والتحفيز: تتضمّن العديد من الأدوات الحديثة عناصر تفاعلية وألعاب تحفيزية تجعل جلسات العلاج ممتعة، خاصة للأطفال، مما يزيد من التزامهم بالتمارين.
  • المراقبة المستمرة للتقدم: توفر التقنيات الرقمية وأجهزة علاج النطق أدوات لقياس تطور المرضى في الوقت الفعلي، مما يمكّن الأخصائيين من تعديل الخطط العلاجية وفقًا لاحتياجات كل مريض.
  • تعزيز التعاون والتواصل: تسهّل التكنولوجيا تبادل المعلومات بين الأخصائيين والمرضى وأولياء الأمور، مما يعزز فعالية العلاج ويضمن تقديم الدعم المستمر.

أبرز التقنيات الحديثة في علاج اضطرابات النطق

فيما يأتي عرض لأهم التقنيات والابتكارات الحديثة في علاج اضطرابات النطق، والتي أحدثت نقلة نوعية في التشخيص والتدخل العلاجي وأسهمت في تحسين فاعلية الجلسات ونتائجها:

1. الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في علاج اضطرابات النطق

لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة على تسريع التشخيص فحسب؛ بل يمتد أيضًا ليشمل تحسين دقة التقييم وتحديد احتياجات كل حالة بشكل مخصص.

  • التشخيص المبكر والتقييم الموضوعي

يمكن لنماذج التعلم الآلي تحليل عينات صوتية من المريض ومقارنتها بنماذج معيارية لمحاولة تحديد الأخطاء الصوتية أو مواطن الاضطراب. يؤدي هذا التحليل عالي الدقة إلى توفير وقت الجلسات التشخيصية؛ حيث ترصد الخوارزميات مواطن الخلل الصوتي بصورة سريعة، لتساعد الأخصائي في وضع تشخيص أشمل.

  • التعرف على الصوت بالذكاء الاصطناعي

تحول أنظمة الذكاء الاصطناعي (Speech-to-Text) الكلام غير الواضح إلى نص؛ ما يتيح للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النطق الشديدة التواصل مع من حولهم. يمكن توظيف هذه التقنية في منصات المحادثة الفورية أو البريد الإلكتروني، مما يمنح مستخدميها قدرًا أكبر من الاستقلالية والاندماج.

  • الأجهزة المساعدة المعتمدة على تعلم الآلة

تتعلم الخوارزميات الأنماط الصوتية واللغوية لدى كل مستخدم، ثم تصدر توصيات علاجية خاصة، مثل التركيز على حرف معين أو تكتيك تنفّس محدد. تستخدم هذه الأجهزة المتنقلة أو التطبيقات في المنزل على نحو يومي، فتسجّل تقدّم المريض، وتعدّل المحتوى التدريبي وفقًا لمستواه الحالي.

عندما يجمع الأخصائي بين النتائج التي توفّرها هذه التقنيات وبين التحليل التقليدي (الملاحظة المباشرة والاختبارات المعيارية)، يحصل على نظرة شمولية تمكّنه من صياغة أهداف أكثر دقّة واستجابة لاحتياجات الطفل أو البالغ.

2. العلاج عن بُعد والمنصات الرقمية

أدخلت منصات العلاج الرقمي نقلة نوعية في إمكانية الوصول لجلسات علاج النطق، خصوصًا في المناطق النائية أو الحالات التي يصعب فيها التنقل.

  • منصات العلاج عبر الإنترنت

تقدّم منصات نموذجًا لجلسات حية، حيث يتفاعل المريض مع الأخصائي مباشرةً عبر الفيديو. تتضمّن هذه الجلسات استخدام أدوات تشاركية (سبورة بيضاء رقمية، ألعاب لغوية) تتيح محاكاة البيئة الحقيقية للجلسات الحضورية إلى حد كبير.

  • تطبيقات التدريب الصوتي بالذكاء الاصطناعي

توفّر العديد من التطبيقات تمارين تفاعلية تتتبّع أخطاء الطفل وتقدّم تصحيحًا فوريًا، إضافة إلى تسجيل تقدّم الأداء. يمكن للأهل والمريض الاطلاع على نتائج كل تمرين، ما يعزز المتابعة الدائمة ويقلّل خطر تراجع المهارة بين الجلسات.

  • جلسات العلاج القائمة على الألعاب

توظيف الألعاب الرقمية (كالألغاز الصوتية والتفاعلية) لتحفيز المريض على تكرار الأصوات أو الكلمات المستهدفة. يساعد هذا النهج الترفيهي في تخفيف الضغط عن الطفل وجعله يقبل على تدريبات النطق بحماس أكبر، ما ينعكس إيجابًا على مدة التزامه وسرعة تقدّمه.

3. أجهزة التواصل المعززة والبديلة (AAC)

تمثّل أجهزة التواصل المعززة والبديلة حلًّا عمليًا للأفراد الذين يعانون من صعوبات شديدة في النطق، وتمنح استقلالية أكبر للأفراد وتحدّ من الاعتماد الكامل على الآخرين في التعبير، مما يعزز تقديرهم للذات وانخراطهم الاجتماعي.

  • أجهزة تحويل النص إلى كلام

تُعد أنظمة مثل Tobii Dynavox و PRC-Saltillo من أشهر الحلول، حيث يحوّل المستخدم النص أو الرموز إلى كلام منطوق عبر صوت رقمي. يستفيد من هذه الأجهزة من لديهم شلل دماغي أو تعذر أداء كلامي شديد، فيمكنهم التواصل اليومي بكفاءة أفضل وتعبير عن احتياجاتهم بوضوح.

  • أنظمة تتبع العين والتفاعل الدماغي

تسمح تقنية Eye-gaze للمستخدم بتحديد الرموز أو الأحرف على شاشة بمجرد توجيه النظر إليها، ما يفيد الحالات التي لا تتمكن من تحريك اليدين. وصلت بعض الأبحاث إلى استخدام الإشارات العصبية (Brain-Computer Interface) للتحكم في لوحات التواصل؛ وهي تقنية واعدة للمستقبل البعيد رغم ارتفاع تكلفتها وتعقيدها حاليًا.

4. تقنيات التعرف التلقائي على الكلام (ASR) لاضطرابات النطق

virtual classroom study space

تتعامل أنظمة التعرف التلقائي على الكلام مع الكلام العادي، لكن مع التعديلات والتدريب الصحيح، باتت هذه النماذج قادرة على فهم الكلام غير الواضح جزئيًا أو متعدد اللهجات.

  • نماذج ASR المخصصة

يتطلّب تدريبها على أنماط النطق الفردية للمرضى، بحيث تتكيف الخوارزميات مع أخطائهم المتكررة وتتعلم استنتاج المقصود من كلامهم. تفيد في كتابة النصوص التلقائية أو الأوامر الصوتية للأجهزة الذكية، ما يزيد من فرص التواصل والتفاعل مع المنصات اليومية.

  • تكامل الكلام إلى نص

تتحسن خدمات Google Assistant أو Siri باستمرار في التعامل مع لكنات ولهجات مختلفة، لكنها لا تزال تواجه تحديات مع اضطرابات نطق شديدة. تعتمد بعض الأبحاث على تطوير نماذج متخصّصة لهؤلاء الأفراد، تدمج قواعد تعليمية أو lexicon مخصّص يعكس طبيعة الاضطراب.

5. الأجهزة الذكية القابلة للارتداء لعلاج اضطرابات النطق

تُوفّر الأجهزة القابلة للارتداء (Wearables) أشكالًا جديدة من الرصد والدعم المستمر للمرضى خارج نطاق العيادة.

  • الأجهزة القابلة للارتداء لمراقبة النطق

مثل “SPEAK MODalities” التي تراقب الترددات الصوتية ومدى التناغم بين الأصوات الخارجة من الفم. قد تعطي تنبيهات للمستخدم أو للأخصائي عند ملاحظة أي انحراف متكرر. يسهم الرصد المباشر في إعادة توجيه الطفل عند التحدّث في مواقف يومية، بما يعزّز استمرارية التدريب.

  • المعينات السمعية الذكية

مثل Oticon Opn التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتنقية الصوت وتوجيهه، ما يحسن الانتباه السمعي ويمكّن الأشخاص من سماع الكلام بوضوح أكبر. تُعتبَر المعينات السمعية جزءًا أساسيًا في علاج بعض اضطرابات النطق المرتبطة بمشكلات سمعية، إذ ينعكس تحسن السمع على إدراك الأصوات ونطقها.

6. الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في علاج النطق

تقدّم تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز بيئات غامرة وتفاعلية يمكنها تحفيز المريض على تطوير مهاراته بشكل ممتع.

  • العلاج بالنطق باستخدام الواقع الافتراضي

توفّر برامج مثل Floreo عوالم افتراضية تحاكي مواقف اجتماعية مختلفة (التسوق، المدرسة، زيارة الطبيب)، وتساعد المريض على التدرّب اللغوي في سياق قريب من الحياة الواقعية. يُعد هذا مفيدًا بشكل خاص للأشخاص ذوي الرهبة الاجتماعية أو اضطراب طيف التوحّد الذين قد يحتاجون تجربة آمنة قبل التطبيق الفعلي.

  • التعلم المعزز بالواقع الافتراضي (AR)

تستطيع تقنيات AR عرض تلميحات نطقية على أجسام أو صور حقيقية أمام الطفل، كأن يرى شكل فمه أو وضع اللسان أثناء نطق صوت معيّن. يختبر الطفل شعورًا أكبر بالواقعية من خلال الجمع بين المحيط الحقيقي والعناصر الافتراضية، فيستوعب التفاصيل الحسية واللغوية بشكل أسرع.

كيف تستخدم التقنيات الحديثة في جلسات علاج النطق؟

person having hearing issues

فيما يلي تفصيل أشمل لكيفية توظيف التقنيات الحديثة في جلسات علاج النطق، بدءًا من مرحلة التقييم والتشخيص المبكر ووصولًا إلى ضمان الاستمرارية والتحفيز:

1. التقييم والتشخيص

  • الكشف المبكر عبر الذكاء الاصطناعي: تستخدم بعض التطبيقات خوارزميات تمييز الصوت لتسجيل عينات نطق الطفل وتحديد الأنماط غير السوية – مثل اضطراب نطق حرف معين أو حذف الأصوات – قبل أن يتمكّن الأخصائي من إجراء التقييم الإكلينيكي الشامل.
  • تكوُّن «بصمة» لغوية دقيقة: تعمل أدوات تحليل الصوت على إنشاء خريطة تفصيلية لأخطاء النطق، فتسجّل درجة شدتها وتكرارها. هذه البيانات تمكّن الأخصائي من متابعة التغيرات الطفيفة في أداء الطفل بين جلسة وأخرى.

2. التخطيط للتدخل

  • تحديد الأصوات أو الجوانب المستهدفة: يبدأ المختص بتحليل النتائج وتشخيص مواطن الخلل الصوتي أو اللغوي؛ كالصعوبة في نطق حرف /ر/، أو مشكلات صياغة الجمل.
  • اختيار المحتوى الرقمي أو تصميمه: قد يلجأ الأخصائي إلى تطبيقات تفاعلية مخصصة للصوت المستهدف، أو برامج تعليمية تُركّز على بناء الجُمل. ثم يشارك روابط هذه التطبيقات مع الأهل لتفعيل التدريب اليومي في المنزل.
  • دمج الأنشطة في الخطة العلاجية: يمكن تنسيق آليات محددة لتكرار الأصوات وعدد المرات التي يجب أن يكرر فيها الطفل الجملة أو الكلمة، مما يسمح باستثمار التقنية في توحيد الخطوات بين الجلسات المنزلية والعلاجية.

3. التغذية الراجعة اللحظية وتسجيل البيانات

  • التنبيهات الفورية: بمجرد نطق الطفل لكلمة داخل التطبيق، يحصل على ملاحظات مثل “أحسنت!” أو “حاول مرة أخرى”، ما يعزز التصحيح المباشر ويشجّع الطفل على التركيز.
  • إحصائيات متقدمة للأخصائي: تجمع الأنظمة الرقمية بيانات شاملة حول عدد المحاولات ونسب الخطأ، فيرى المعالج مسار تقدم الطفل ويعدّل الخطة بناءً على نقاط القوة والضعف الملموسة.

4. تعزيز التحفيز والاستمرارية

  • التلعيب (Gamification): تُقدِّم بعض التطبيقات أنظمة مكافآت (مثل الأوسمة أو النجوم) كلما تحسن أداء الطفل، أو يجمع نقاطًا تساعده على “فتح” مستويات جديدة في اللعبة.
  • القصص والشخصيات المفضلة: تسمح بعض البرامج للطفل بابتكار قصة قصيرة، يدمج فيها أسماء أبطال رسوم متحركة يحبهم. يشارك الطفل بشكل فعال في صياغة الجمل، ما يرفع دافعيته ويزيد انغماسه اللغوي.

5. التعاون مع الأسرة والمعلّمين

  • المتابعة المستمرة عبر المنصات الرقمية: يمكن للآباء الاطلاع على سجلات أداء الطفل، والتعليقات التي يسجلها الأخصائي، مما يعزز الشفافية ويسهّل الاتساق في الجهود بين البيت ومركز العلاج.
  • توحيد أساليب التصويب: حين يطّلع المعلّم على الخطة العلاجية والتطبيقات المستخدمة، يستطيع دعم الطفل داخل الفصل بتذكيره ببعض تمارين النطق أو تقديم نماذج لغوية مشابهة.
  • المواد التعليمية المصوّرة: توفّر بعض الفيديوهات التوضيحية للأهل طرقًا لإثراء النطق أثناء الأنشطة اليومية، كأن يعلّموا الطفل تسمية الأدوات أثناء الطهو أو قراءة قصة قبيل النوم.

هل يمكن للذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة الأخرى استبدال أخصائي النطق؟

في الحقيقة، لا يمكن للأدوات التقنية –بما فيها الذكاء الاصطناعي– أن تحلّ محل أخصائي النطق، فالذكاء الاصطناعي يبرز قدرات مهمة، مثل سرعة تحليل الأخطاء الصوتية وتوفير تمارين تفاعلية وملاحظات فورية؛ لكنه يفتقر إلى الجوانب الإنسانية الجوهرية، كالتعرّف إلى مشاعر الطفل والتكيّف الإبداعي مع تغيراته اللحظية. إذًا، تظل عملية تشخيص الاضطراب وبناء الخطة العلاجية وتقديم الدعم العاطفي والوجداني مسؤولية الأخصائي التي لا غنى عنها.

نقاط القوة في الذكاء الاصطناعي

  • التحليل الدقيق: يمكنه معالجة البيانات الصوتية بدقة كبيرة، ما يسهّل رصد الأخطاء النطقية بسرعة.
  • التكرار والملاحظات الفورية: يوفّر تمارين آلية على نطاق واسع، مع تعزيزات لحظية تُشجّع الطفل على المضي قدمًا.

الحدود والقيود

  • نقص العنصر العاطفي: لا يستطيع الذكاء الاصطناعي التعامل مع الانفعالات واحتياجات الدعم الوجداني.
  • الاضطرابات المعقدة: تتطلّب بعض الحالات تدخلًا مباشرًا وتحليلًا لحظيًا؛ وهو ما لا يمكن للآلة تأديته بانفراد.
  • التنوّع اللغوي: تظل الكثير من الأنظمة مهيأة للغة أو لهجة معينة، فلا تلبّي كافة اللهجات العربية بدقة.

الخلاصة: يكمن الطريق الأمثل في التكامل لا الإحلال؛ إذ يستخدم الأخصائي أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة التدريب وتتبع البيانات، فيما يتولى هو الجوانب التشخيصية والإنسانية الأعمق. بهذه الشراكة، تُستثمر إمكانات التقنية بأفضل صورة، ويستمر دور الأخصائي بوصفه العنصر الأساسي للنجاح العلاجي.

الخاتمة

تؤثّر اضطرابات النطق بشكلٍ كبير على قدرة الفرد على التواصل الفعّال، وقد تمتدّ آثارها لتشمل جوانب اجتماعية وعاطفية وأكاديمية. على مرّ العقود، اعتمدت الطرق التقليدية لعلاج النطق على جلسات وجهاً لوجه، وتمارين تكرارية، وتوجيه دقيق من أخصائيي النطق واللغة. لكن في ظلّ التطوّر التكنولوجي المتسارع، ظهرت أدوات رقمية وتقنيات مبتكرة تعزّز هذا العلاج، بل وقد تغيّر أساليب التشخيص والتدخّل جذريًا. استعرضنا في هذا المقال كيف يمكن لهذه التقنيات أن تُكمل أو تحلّ جزئيًا محل الأساليب التقليدية، مع التركيز على التأثير الإيجابي والتحديات التي قد تواجه اعتمادها.

الأسئلة الشائعة

هل تكفي التطبيقات وحدها لعلاج مشكلة النطق لدى طفلي؟

لا تكفي عادةً؛ التطبيقات تعزّز جانب الممارسة المنزلية، لكن تشخيص الحالة ووضع خطة علاجية ومتابعتها يحتاج لأخصائي نطق ولغة، لضمان دقّة التوجيه والتصويب.

هل يستطيع الأطفال الصغار الاستفادة من تقنيات الواقع الافتراضي لعلاج النطق؟

قد يكون الواقع الافتراضي أكثر فعالية للأطفال الأكبر سنًا أو المراهقين، في حين يمكن للأطفال الأصغر الاستفادة من تطبيقات أبسط أو الواقع المعزّز (AR). المهم هو ضمان الأمان وتجنّب الاستخدام المفرط.

كيف أحمي بيانات طفلي عند استخدام العلاج الرقمي؟

تأكّد من استخدام منصّات متوافقة مع معايير خصوصية البيانات، واستشر الأخصائي حول سياسات التأمين وتخزين المعلومات قبل بدء الجلسات.

ما دور الذكاء الاصطناعي في تشخيص اضطرابات النطق؟

يوفّر الذكاء الاصطناعي أدواتٍ فعّالة وذكية لتقييم وتشخيص اضطرابات النطق، وذلك من خلال الأساليب التالية:
تحليل الصوت بدقة عالية: تستخدم خوارزميات التعرّف على الكلام وتقنيات تعلّم الآلة عينات صوتية للمريض، فتكتشف الأخطاء الصوتية أو اللفظية وتحدد مواطن الخلل—مثل نطق حرفٍ بصورة خاطئة أو حذف بعض الأصوات—بصورة أسرع مما يجري في التقييم اليدوي.
التشخيص المبكر والاكتشاف السريع: من خلال تحليل كمٍّ كبيرٍ من بيانات النطق في وقتٍ وجيز، يستطيع الذكاء الاصطناعي التقاط الإشارات المبكرة لاضطراباتٍ كامنة، ما يعين الأخصائيين على التدخّل المبكر قبل تفاقم المشكلة.
تقديم «بصمة لغوية» شاملة: تقوم بعض النماذج بتكوين ملف تشخيصي رقمي لكل مريض، تتضمّن نسب تكرار الخطأ ونوعية الأصوات المُتأثرة. يزوّد هذا الملف الأخصائي برؤية واضحة لمسار الاضطراب ويساعده في اختيار الاستراتيجيات العلاجية المناسبة.


المصادر

  1. Exploring the Role of Machine Learning in Diagnosing and Treating Speech Disorders: A Systematic Literature Review
  2. Advanced Technology in Speech Disorder Therapy of Romanian Language
  3. Transforming pediatric speech and language disorder diagnosis and therapy: The evolving role of artificial intelligence
  4. Technology use in speech and language therapy: digital participation succeeds through acceptance and use of technology
  5. https://www.theguardian.com/higher-education-network/2015/apr/15/how-technology-is-changing-speech-and-language-therapy 
  6. http://citystgeorges.ac.uk/news-and-events/news/2024/october/ai-transform-speech-therapy 
  7. https://txsource.com/2024/03/24/integrating-technology-into-speech-therapy/ 
  8. https://www.carlow.edu/how-technology-is-changing-the-field-of-speech-language-pathology/ 
  9. https://medicalresearch.com/top-5-technological-innovations-in-speech-therapy/ 
  10. https://www.frontiersin.org/journals/communication/articles/10.3389/fcomm.2023.1176827/full 
  11. https://tech4future.info/en/speech-disorders-ai-speech-therapy/ 
  12. https://www.totalspeechtherapy.com/the-impact-of-technology-on-speech-and-language-therapy-tools-and-resources/ 
  13. https://www.researchgate.net/publication/374924135_Technology_use_in_speech_and_language_therapy_digital_participation_succeeds_through_acceptance_and_use_of_technology 
  14. https://www.mdpi.com/journal/applsci/special_issues/speech_language_technologies_healthcare 
  15. https://stream.asha.org/cutting-edge-technology 
  16. https://medium.com/speechtherapyai/the-future-of-speech-therapy-41de568cddfe 
  17. https://engineering.jhu.edu/najim/speech_language_technologies.html 
  18. https://www.mywellnesshub.in/blog/speech-therapy-tools-improve/ 
  19. https://www.parallellearning.com/post/top-slp-trends-to-watch-for-the-2024-2025-school-year
  20. https://ieeexplore.ieee.org/abstract/document/10109062
  21. https://www.thetimes.com/uk/healthcare/article/elevenlabs-voice-clone-ai-als-t3ntnpcl7 
  22. Use of Machine Learning for the Early Diagnosis and Treatment of Speech-Language Disorders in Children
  23. الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مجال اللغة والتواصل (د/ سارة مصطفى الحناوي – جامعة الإسكندرية)
  24. https://aawsat.com/home/article/754671/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B7%D9%82-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%B7%D8%A8
  25. دراسة: دور التقانات اللسانية الحديثة في معالجة الاضطرابات النطقية “برنامج Praat و Matlab”
  26. https://wired.me/technology/artificial-intelligence/this-ai-could-help-speech-impaired-people-talk-to-siri-and-google/

أضف تعليق