مركز بداية

ما هو اضطراب طيف التوحد وكيف يمكن علاجه؟

تخيَّل طفلًا في ساحة لعب مزدحمة: يحدِّق طويلًا في طائر صغير على سور الحديقة، منشغلًا بتفاصيل دقيقة لا تثير انتباه غيره، قد لا يلتفت لنداء والدته حين تناديه باسمه، ويبدو وكأنه في عالمه الخاص. ماذا يحدث في ذهن الطفل؟ ولماذا يشعر بالراحة في تنظيم ألعابه وفق نمطٍ معيَّن، في حين في حين لا يستهويه التفاعل أو اللعب أو الحديث مع أقرانه؟

قد يعاني من اضطراب طيف التوحد (ASD)، وهي حالة تجعل بعض الأطفال يرون العالم من زاوية أخرى، يكون تركيزهم مختلفًا، وأسئلتهم عميقة، وقدرتهم على التواصل تتطلب عونًا خاصًّا. لكنهم في المقابل يمتلكون ملكاتٍ فريدة، تُظهرهم مميَّزين بطريقتهم الخاصة. في هذا الدليل، سنُلقي الضوء على طيف التوحد: أعراضه وأسباب ظهوره، وكيفية تشخيصه وعلاجه.

ما هو اضطراب طيف التوحد؟

alireza attari SBIak0pKUIE unsplash

يشير اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة واسعة من السمات والخصائص المرتبطة بصعوبات التواصل والتفاعل الاجتماعي، فضلاً عن وجود سلوكيات واهتمامات نمطية أو تكرارية، لذلك يسمّى بالطيف إذ يتراوح الطيف من الأعراض الخفيفة إلى الشديدة، حيث قد يحتاج بعض الأفراد إلى دعمٍ بسيطٍ في الحياة اليومية، بينما يحتاج آخرون إلى رعاية متواصلة ومكثفة.

ويُعرف اضطراب طيف التوحد بأنّه حالةٌ عصبيةٌ نمائيةٌ تبدأ سماتها بالظهور في مرحلة الطفولة المبكرة، وتتضمن نمطًا محدّدًا من الصعوبات الاجتماعية والسلوكية، التي يستمر تأثيرها بدرجات متفاوتة في المراحل العمرية المتأخرة.

مكوّنات طيف التوحد

في الماضي، كان مصطلح التوحد يُطلَق على حالاتٍ محددة تمتاز بصعوبات اجتماعية ولغوية وسلوكيات نمطية. ومع توسّع الفهم العلمي، بات جليًا أنّ هذه الحالات ليست متماثلة تمامًا، بل توجد تباينات شاسعة في القدرة اللغوية والمعرفية والاجتماعية بين الأفراد، ومن هنا ظهر مفهوم اضطراب طيف التوحد (ASD) الذي يجمع تحت مظلّته أشكالًا مختلفة تشمل:

  • التوحد (Autistic Disorder): يُعرف بالأعراض الكلاسيكية من تأخر اللغة وصعوبات التواصل، والسلوكيات التكرارية، والصعوبات الاجتماعية.
  • متلازمة أسبرجر (Asperger’s Syndrome): يميل المصابون بها إلى امتلاك ذكاء متوسط أو فوق المتوسط، مع تَمايُز واضح في مهارات اللغة الرسمية، لكنهم يواجهون صعوبة في التفاعلات الاجتماعية وفهم الإشارات غير اللفظية.
  • اضطراب النمو الشامل غير المحدّد (PDD-NOS): كان يُستخدم هذا التشخيص للإشارة إلى الحالات التي لا تستوفي كامل معايير التوحد الكلاسيكي أو متلازمة أسبرجر، لكنها ما زالت تتواجد في نطاق الطيف.

وفي أحدث التصنيفات (كدليل الجمعية الأمريكية للطب النفسي DSM-5)، تم دمج كل هذه الأنواع تحت مظلّة واحدة: «اضطراب طيف التوحد» مع تحديد درجة الاحتياجات الداعمة.

ما هي أعراض طيف التوحد؟

mother playing with her autistic son using toys

يتّسم اضطراب طيف التوحد بطيفٍ متباين من الأعراض، قد تظهر في مرحلة الرضاعة المبكرة أو خلال الطفولة، حيث يأخذ كل طفلٍ من أطفال التوحد مسارًا خاصًّا في شدة ودرجة هذه الأعراض، نذكر منها الآتي:

1. صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي

  • لغة منطوقة متأخرة أو غائبة: قد لا ينطق بعض الأطفال الكلمات الأولى في السن المعتادة، أو يبقون صامتين لفتراتٍ أطول من المعتاد.
  • صعوبات في فهم الإشارات غير اللفظية: كالابتسامة أو لغة العيون أو تعبيرات الوجه، مما يعيق التبادل الاجتماعي الطبيعي.
  • نقص في تبادل الاهتمام: قد لا يشارك الطفل الأشياء أو الاهتمامات أو يوجّه نظر الآخرين إلى شيء يحبه.

2. السلوكيات التكرارية والاهتمامات الضيقة

  • الحركات النمطية: كتدوير الأشياء، أو رفرفة اليدين، أو هز الجسم.
  • روتين صارم: الاضطراب أو القلق الشديد عند حدوث تغييرات طفيفة في نمط الحياة أو الجداول.
  • شغف مفرط بموضوع محدّد: قد ينصبّ تركيز الطفل على الديناصورات أو قطارات السكك الحديدية أو الأحرف والأرقام بشكل يفوق اهتمامات الطفل العادي.

3. الاضطرابات الحسية والإدراكية

  • فرط الحساسية أو نقصها: قد ينزعج الطفل من الأصوات العادية مثل المكنسة أو الخلاط، أو قد لا يبدي رد فعل قويًّا تجاه الأصوات العالية.
  • مشكلات في اللمس والشم: بعض الأطفال قد يرفضون ملابس معيّنة أو أنواعًا معيّنة من الأطعمة بسبب قوامها أو رائحتها.

4. السلوكيات الاجتماعية الأخرى

  • صعوبات في اللعب التخييلي: يميلون نحو الألعاب ذات النمط المتكرّر بدلًا من الألعاب التمثيلية (مثل اللعب بالدمى) الشائعة لدى أطفال آخرين.
  • التواصل البصري المحدود: قد يتجنبون النظر بشكل مباشر في عيون الآخرين، مما يحد من فهم مشاعر ووجهة نظر الشخص الآخر.

ما أسباب اضطراب طيف التوحد؟

لا يوجد سبب واحد قاطع يمكن نسبه لجميع حالات التوحد؛ إذ تشير الأدلّة العلمية إلى تشابك العوامل الوراثية والبيئية والعصبية، ورغم أنّ الأبحاث قطعت أشواطًا كبيرة في فهم جوانب متعددة من الطيف، فما زال كثيرٌ من التفاصيل بحاجة إلى مزيد من الدراسة، ولكن من أهم الأسباب:

1. العوامل الوراثية

  • تعدّد الجينات: يكشف البحث الجيني عن وجود مجموعاتٍ من الجينات قد تهيّئ الفرد للإصابة بالتوحد، وقد يكون لبعض الطفرات الجينية النادرة دور في اضطراب التوحد الشديد.
  • التاريخ العائلي: احتمال تكرار التشخيص في الأسرة يزيد إذا شُخِّص أحد أفرادها باضطراب التوحد؛ إذ قد يرث الأطفال قابلية جينية تجعلهم أكثر عرضةً للإصابة.

2. العوامل العصبية والبيولوجية

  • اختلافات في بنية الدماغ: تُظهِر دراسات التصوير العصبي (MRI، fMRI) اختلافاتٍ في بعض مناطق الدماغ المسؤولة عن اللغة والتواصل الاجتماعي والتكامل الحسي لدى الأشخاص ذوي طيف التوحد.
  • الناقلات العصبية: تُشير بعض الأبحاث إلى خللٍ في مستويات الناقلات العصبية، مثل السيروتونين والدوبامين، قد يساهم في ظهور أو تفاقم الأعراض.

3. العوامل البيئية

  • مضاعفات الحمل والولادة: الولادة المبكرة جدًا، أو نقص الوزن عند الولادة، أو وجود التهابات شديدة أثناء الحمل، كلها قد تزيد المخاطر.
  • التعرّض للملوّثات: التعرّض لبعض المواد الكيميائية أو السموم البيئية (مثل الرصاص) قد يكون له دور في بعض الحالات، وإن لم يكن كافيًا وحده لظهور الاضطراب.

4. التفسيرات الشائعة الخاطئة

  • اللقاحات: أُثير جدلٌ حول علاقة اللقاحات بالتوحد في دراساتٍ قديمة تبيّن فيما بعد أنها كانت غير موثوقة ومنتقَدة بشدة، إذ أكّدت الأبحاث اللاحقة عدم وجود صلة سببية بين اللقاحات واضطراب طيف التوحد.
  • أساليب التربية: لا يؤدّي أسلوب التربية أو «برود الأم العاطفي» إلى التوحد (وهو اعتقادٌ ساد في الماضي بلا أدلة كافية).

تشخيص طيف التوحد

عادةً يُشخَّص اضطراب طيف التوحد إذا وُجدت مشكلات أساسية في ثلاثة محاور، وهي:

  1. التواصل
    • تأخّر واضح في استخدام اللغة وفهمها.
    • أسلوبٌ لغويٌّ قد يبدو غريبًا أو على هيئة صدى للكلام، أو بنبرة غير متوائمة مع لغة العائلة.
    • ضعف القدرة على بدء الأحاديث أو الاستمرار فيها.
  2. التفاعل الاجتماعي
    • صعوبة في إدراك وجود الآخرين أو التواصل البصري معهم.
    • الانسحاب نحو اللعب المنفرد، أو الانهماك الشديد في موضوع محدّد دون مشاركة.
    • الرغبة في الاندماج أحيانًا، لكن بدون مهارات تواصلية كافية. قد يلجأ الطفل إلى تصرّفات صاخبة أو عدائية للفت الانتباه.
    • ضعف في مهارة اللعب التخيّلي وتمثيل الأدوار.
  3. السلوكيات التكرارية أو النمطية
    • القيام بحركات متكررة كالتأرجح، أو الركض في دوائر، أو ترتيب الأغراض بشكلٍ متواصل.
    • التمسّك الشديد بروتين يوميّ أو تفاصيل ثابتة (مثال: الجلوس في المقعد نفسه كل يوم).
    • الانزعاج من أي تغيير مفاجئ في المكان أو المواعيد.
    • حساسية مفرطة (أو نقص في الاستجابة) لبعض المثيرات الحسية؛ مثل الضوضاء أو ملمس أقمشة معيّنة.

يفضَّل عند إجراء تشخيص أو علاج المصابين بطيف التوحد البحث عن مراكز تضم فريقًا متكاملًا يتضمن (أخصائى نطق وتخاطب، أخصائي سلوكي، أخصائي علاج وظيفي، طبيب نمو وسلوك أو طبيب أعصاب أطفال أو طبيب اضطرابات نفسية للأطفال).

أبرز طرق علاج اضطراب طيف التوحد

لا تهدف هذه العلاجات إلى إزالة التوحّد، بل إلى تحسين تواصل الطفل ومهاراته الاجتماعية، وتخفيف الصعوبات السلوكية والحسيّة، وتختلف فعاليتها من طفلٍ لآخر، وتُحدَّد الطريقة بناءً على احتياجات الطفل وقدراته، كالآتي:

تحليل السلوك التطبيقي (ABA)

يُعَدّ تحليل السلوك التطبيقي من أكثر المناهج البحثية والعلاجية شهرةً في تحسين مهارات التواصل والسلوك لدى الأطفال المصابين بطيف التوحُّد، ويقوم هذا المنهج على مبادئ العلوم السلوكية من خلال:

  1. تحديد السلوكيات المستهدفة: مثل القدرة على طلب الأشياء، أو اتباع التعليمات، أو الجلوس الهادئ.
  2. تقسيم المهارة إلى خطوات بسيطة: بحيث يتدرَّج الطفل في اكتساب المهارة خطوةً بخطوة.
  3. التعزيز الإيجابي: يستخدم المختصّون المكافآت (مثل المديح أو الألعاب المفضلة) كلما نجح الطفل في أداء الخطوة المطلوبة.
  4. القياس والتقييم الدوري: عبر تسجيل تقدُّم الطفل بدقّة، وإجراء تعديلات على الخطة عند الحاجة.

الفائدة الأساسية من تحليل السلوك التطبيقي هي تدريب الطفل على اكتساب مهارات سلوكية واجتماعية تُمكِّنه من التفاعل بشكلٍ أفضل مع محيطه، وإكسابه القدرة على التعلُّم وتعميم ما يتعلّمه في مواقف حياتية مختلفة.

علاج النطق واللغة

اضطرابات التواصل واحدة من التحديات الكبرى لدى الأشخاص المصابين بطيف التوحُّد، لذلك يلعب علاج النطق واللغة دورًا أساسيًّا في تحسين قدراتهم على التعبير عن أنفسهم وفهم الآخرين:

  1. تقييم القدرات اللغوية
    • يبدأ الأخصائي بفحص مستوى اللغة الاستقبالية (مدى فهم الطفل للكلمات والجُمَل) واللغة التعبيرية (إمكانية التعبير بالكلام أو الإشارات/الإيماءات).
  2. تطوير المهارات اللفظية
    • توجيه الطفل لنطق الأصوات والكلمات بصورة صحيحة، مع التركيز على التنغيم والنبرة.
    • تدريب الطفل على تشكيل الجُمَل وتعلُّم المفردات الجديدة بطريقة مبسّطة ومتسلسلة.
  3. بدائل التواصل
    • في حال كان النطق ضعيفًا أو غير ممكنٍ بوضوح، يُدرَّب الطفل على استخدام الوسائل المعزِّزة للغة مثل بطاقات الصور (PECS)، أو الأجهزة اللوحية المخصَّصة للتواصل.
    • يُكسب هذا الأسلوب الطفل استقلالية في طلب احتياجاته والتعبير عن رغباته.
  4. التدريب العملي في مواقف الحياة
    • تتمّ ممارسة الكلام أو تبادل الصور في مواقف حقيقية (كاللعب أو الأكل)، ما يساعد الطفل على فهم أهمية اللغة في التواصل اليومي.

العلاج الوظيفي (Occupational Therapy)

  • يُركّز على تحسين المهارات الحركية الدقيقة (كإمساك القلم، والكتابة)، ومهارات العناية الذاتية (ارتداء الملابس وتناول الطعام).
  • يوجّه الطفل للتعامل مع الصعوبات الحسيّة أو الحركية، مثل فرط الحساسية تجاه اللمس.

العلاج الدوائي

لا يُوجَد دواء يعالج التوحُّد في حدّ ذاته، لأنّه اضطرابٌ نمائي في الدماغ يستمر مدى الحياة، لكن تُستخدَم بعض الأدوية، في حالات نادرة، لتخفيف أعراض مُعينة قد تُصاحب طيف التوحُّد، مثل:

  • السيطرة على السلوكيات الخطرة: إذا كان الطفل يميل لإيذاء نفسه أو الآخرين، قد تُوصف بعض العقاقير المهدّئة تحت إشراف طبيب نفسي أو طبيب أعصاب للأطفال.
  • علاج الحالات المُرافقة: يعاني بعض الأطفال من الصرع أو اضطرابات فرط الحركة وتشتّت الانتباه (ADHD). تُساعد الأدوية المخصّصة على احتواء هذه المشاكل وتحسين جودة حياة الطفل.
  • إدارة القلق أو الاكتئاب: لدى الأطفال الأكبر سنًّا والمراهقين، قد يستفيدون من أدوية معيّنة تخفف حدّة التوتر والاضطرابات المزاجية المصاحبة للتوحُّد.

تنبيه: ينبغي دائمًا اللجوء للطبيب أو الأخصائي قبل البدء بأي دواء، وتفحُّص المزايا المحتملة مقابل الآثار الجانبية؛ إذ إنّ الاستجابة للأدوية تختلف بشكلٍ كبيرٍ من طفلٍ لآخر.

مضاعفات اضطراب طيف التوحد

يمكن للأطفال المصابين بطيف التوحد أن يواجهوا تحدّياتٍ إضافية إذا لم يحصلوا على التدخلات اللازمة في الوقت المناسب:

  • التأخر في التحصيل الدراسي: قد يؤدي غياب برامج تعليمية معدّلة للفروق الفردية إلى تراجع الطفل أكاديميًّا، ما يُضعف ثقته بنفسه.
  • الانعزال الاجتماعي وتدنّي المهارات الاجتماعية: نظرة المجتمع الخاطئة وقلّة الوعي قد يزيدان من عزلة الطفل، ما يؤدّي لتفاقم المشكلات التواصلية على المدى البعيد.
  • المضاعفات النفسية: مثل الاكتئاب والقلق، خاصةً مع تقدّم العمر، حين يدرك المراهق/الشاب اختلافه عن الآخرين وصعوبة الاندماج.
  • المشكلات السلوكية: عندما تتراكم الإحباطات أو لا يجد الطفل بيئة مناسبة للتعبير، قد تظهر سلوكيات عنيفة أو عدوانية أو تؤذي الذات.

ختامًا، اضطراب طيف التوحد (ASD) هو حالةٌ عصبيةٌ معقّدةٌ تفرض على الطفل تحدّياتٍ في التواصل والسلوك والتفاعل الاجتماعي، قد تتباين كثيرًا بين الأفراد من حيث شدّتها وأعراضها. ورغم عدم وجود علاجٍ نهائيّ، فإن التدخّل المبكّر والنهج الشمولي في رعاية الطفل -الذي يجمع بين التحليل السلوكي، والدعم التعليمي، والعلاج الوظيفي والنطقي، والمساندة الأسرية والنفسية- يمكن أن يحرز تقدّمًا كبيرًا في مهارات الطفل وقدراته على التكيّف.

الأسئلة الشائعة

ما هي أعراض اضطراب طيف التوحد؟

صعوبات في التواصل الاجتماعي: ضعف التواصل البصري، التأخر في الكلام، صعوبة فهم الإشارات غير اللفظية.
سلوكيات متكررة: حركات يدين نمطية، إصرار شديد على الروتين، اهتمامات محددة بشكل ضيق (مثل الأرقام أو الديناصورات).
اضطرابات حسية: فرط الحساسية أو نقصها تجاه الأصوات والأضواء والأقمشة.

هل يوجد فرق بين التوحد وطيف التوحد؟

لا يوجد فرق، ويؤكد استخدام مصطلح «طيف» على أنّ هذا الاضطراب ليس حالة أو أعراض ثابتة بل امتداد واسع لسمات التواصل والتفاعل والسلوك، فهناك مَن يستطيع الاعتماد على ذاته ويعيش باستقلالية كبيرة، وهناك من يحتاج إلى دعم يومي ومكثف.

هل طيف التوحد مرض عقلي؟

لا، لا يُعتبَر طيف التوحد مرضًا عقليًّا بالمعنى الدارج، إنما هو اضطراب نمائي عصبي يبدأ في الطفولة ويستمر طيلة حياة الفرد. قد يتعايش المصاب بالتوحد مع مشكلات نفسية أو ذهنية أخرى، لكن اضطراب طيف التوحد ذاته يُنظَر إليه بوصفه اختلافًا في نمو الدماغ وليس مرضًا عقليًا يمكن “شفاؤه” دوائيًّا.

لماذا سمي اضطراب طيف التوحد بهذا الاسم؟

سُمّي بـ«طيف» نظرًا للتنوّع الكبير في الأعراض والقدرات؛ فقد يكون لدى بعض الأفراد تواصل لغوي شبه طبيعي مع ضعف طفيف اجتماعي، فيما يعاني آخرون من تحدّياتٍ واضحة في اللغـة والتفاعل.

المصادر:

  1. بوابة وزارة الصحة السعودية – التوعية الصحية
  2. الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) – American Psychiatric Association)
  3. المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)
  4. الجمعية الدولية لأبحاث التوحد (INSAR)
  5. Paul, Rhea. (2017). Language Disorders from Infancy Through Adolescence: Listening, Speaking, Reading, Writing, and Communicating (5th Edition).
  6. Volkmar, Fred R., et al. (Editors). (2014). Handbook of Autism and Pervasive Developmental Disorders (4th Edition).

Lord, Catherine, et al. Autism Diagnostic Observation Schedule (ADOS) Manual.

أضف تعليق