مركز بداية

فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال: كيف ينمو طفلك؟

من الطبيعي أن ينسى الأطفال أحيانًا واجباتهم المدرسية، أو يشردون بأفكارهم خلال لحظات معينة، أو يتصرفون باندفاع، أو يتحركون باستمرار على مائدة الطعام لا يمكنهم الجلوس بهدوء، أو لا يستمعون جيدًا، أو يتجاهلون التعليمات مهما كانت واضحة، غالبًا ما يُنظر إليهم كمشاغبون أو كسالى أو غير منضبطين، لكن في بعض الحالات قد تكون هذه التصرفات علامات على اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال (ADHD)، وهو أمر يحتاج إلى تفهّم ودعم من الآباء.

ما هو فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)؟

حالة طبية مرتبطة بنمو الدماغ تؤثر على سلوك الأطفال وقدرتهم على التركيز والانتباه المستمر، حيث يجد الأطفال المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في الجلوس بهدوء، والتحكّم في اندفاعاتهم في كل شيء من الحركة إلى الكلام، أو التركيز على مهمة واحدة لفترة طويلة، وتظهر الأعراض عادة قبل سن 12 عامًا، وقد تتراوح من أعراض خفيفة إلى شديدة، ويُعتبر من أكثر الاضطرابات العصبية شيوعًا بين الأطفال حيث يؤثر على حوالي 5 إلى 15٪ من الأطفال حول العالم.

أنواع فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال

هناك ثلاثة أنواع من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه كالتالي:

  1. قلة الانتباه (Inattentive): هنا يكون الطفل غير قادر على التركيز بشكل أساسي، ويتشتت بسهولة.
  2. فرط النشاط أو الاندفاع (Hyperactive/Impulsive): يعاني الطفل من فرط النشاط والاندفاعية، ولكن دون مشاكل كبيرة في الانتباه.
  3. مشترك (Combined): هو الأكثر شيوعًا، حيث يكون الطفل مندفعًا وحركيًا بشكل مفرط، كما يعاني من صعوبة في التركيز وسرعة التشتت.

ما هي أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال؟

الأعراض تختلف من طفل لآخر وحسب العمر أيضًا، لكن نذكر الأعراض والعلامات الأكثر شيوعًا على وجود الاضطراب تشمل:

  1. صعوبة التركيز وفقدانه:
  • قصر فترة الانتباه، خصوصًا في الأنشطة التي تتطلب جهدًا
  • عدم الاستماع للتوجيهات أو التعليمات
  • نسيان المهام اليومية، مثل إحضار حقيبة المدرسة أو الكتب
  1. الاندفاعية، التحدث أو التصرف بدون التفكير:
  • مقاطعة الحديث أو الأنشطة
  • التسرع في الإجابة دون انتظار دورهم
  • القيام بتصرفات سريعة وخطرة، مثل الجري في الشارع دون التفكير في العواقب
  1. فرط الحركة:
  • عدم القدرة على البقاء جالسًا في مكانه، سواءً في الفصل أو خلال الأكل مع العائلة
  • الحركة الدائمة دون هدف واضح، مثل الركض في المنزل بدون سبب
  • الحديث المستمر، حتى في الأوقات التي يتطلب فيها الصمت، مثل أثناء مشاهدة التلفاز أو عند الصلاة

قد يكون من الصعب أحيانًا التمييز بين السلوك الطبيعي للأطفال وأعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، فمن المرجح أنها مجرد سلوك الطفل الطبيعي إذا كانت الأعراض تظهر في مواقف محددة فقط أو كانت قليلة، لكن إذا كان طفلك يظهر العديد من أعراض ADHD بشكل مستمر في مختلف المواقف — سواء في المنزل، المدرسة، أو أثناء اللعب — فقد يكون من الضروري التحقق بشكل أعمق كزيارة أخصائي علاج فرط حركة وتشتت الانتباه.

فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال

أسباب اضطراب فرط الحركة وتشتت الإنتباه عند الأطفال

الأطباء لا يعرفون السبب الدقيق لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ولكن يُعتقد أنه ينتقل بين أفراد العائلة وراثيًا، فواحد من بين كل 4 أطفال يعانون من فرط الحركة وتشتت الانتباه لديهم والد أو والدة يعانون من نفس الاضطراب.

وأظهرت الأبحاث أن الأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه قد يختلفون في:

  • أجزاء الدماغ التي تتحكم في المهارات الاجتماعية، والانتباه، والحركة
  • المواد الكيميائية التي تتحكم في التواصل داخل الدماغ

كما يعتقد الخبراء أن أدمغة الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة وتشتت الانتباه قد تنضج ببطء مقارنة بأقرانهم من الأطفال الذين لا يعانون من هذا الاضطراب.

من هم الأطفال الأكثر عرضة للإصابة؟

عادةً ما يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه داخل العائلات، حيث يظهر لدى الأشقاء أو الآباء الذين كانوا يعانون من نفس الأعراض في طفولتهم. الأولاد، بشكل عام، أكثر عرضة للإصابة بالنوع المفرط الحركة أو المختلط من البنات.

ولا يزال العلماء يدرسون ما إذا كانت هذه العوامل مرتبطة بزيادة احتمالية إصابة الأطفال باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه:

  • استخدام الكحول أو التدخين خلال الحمل
  • الولادة المبكرة
  • إصابات الدماغ
  • التعرض خلال الحمل لبعض المخاطر البيئية (مثل الرصاص)
  • انخفاض وزن الطفل عند الولادة

والدراسات أيضًا لم تجد أي دليل يربط اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة بما يلي:

  • تناول السكر
  • اللقاحات
  • التربية السيئة
  • التلفاز أو ألعاب الفيديو

علاج قلة الانتباه عند الاطفال

كيف يتم تشخيص مرض تشتت الانبتاه وفرط الحركة عند الأطفال؟

تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشبب الانتباه عند الأطفال يتم بواسطة طبيب أو أخصائي، ويتطلب التشخيص متابعة سلوك الطفل ومراجعة تاريخ العائلة، بالإضافة إلى إجراء بعض الفحوصات لاستبعاد الأسباب الصحية الأخرى، إذ قد يتم تشخيص الطفل باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه إذا كان يستوفي جميع هذه الشروط:

  • لديه 6 أعراض من فرط الحركة وتشتت الانتباه على الأقل، مثل التململ المستمر أو التشتت بسهولة
  • تستمر الأعراض لمدة 6 أشهر أو أكثر
  • تسبب هذه الأعراض مشكلات للطفل في أكثر من بيئة، مثل المنزل أو المدرسة أو اجتماعيًا
  • بدأت الأعراض قبل سن 12 عامًا

وجدير بالذكر أنه لا يوجد اختبار بسيط لتشخيص فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال أو البالغين، يعتمد التشخيص عادةً على تقييم شامل يشمل مراجعة تاريخ الطبي، والسلوكي، والأكاديمي، إلى جانب ملاحظات الأهل والمعلمين.

علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال

تشير الدراسات إلى أن العلاج طويل المدى الذي يجمع بين العلاج السلوكي والأدوية يكون أكثر فعالية من الأدوية وحدها، وتنقسم أنواع العلاج الممكنة إلى:

  1. العلاجات السلوكية للأطفال المصابين

يركز على تعليم الطفل التحكم في سلوكه وتطوير مهارات التعامل مع المواقف المختلفة. ويشمل أيضًا تدريب الوالدين على كيفية دعم أطفالهم وتطبيق إستراتيجيات لإدارة سلوك أطفالهم مثل وضع هيكلية واضحة، والتعزيز الإيجابي للسلوكيات الجيدة، وإدارة الوقت.

  1. العلاجات الدوائية

يتم استخدام أدوية من فئة المنشطات أو المنبهات النفسية (Psychostimulants) فعالة في علاج الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، مثل الأمفيتامينات (Adderall، Vyvanse) والميثيلفينيديت (Ritalin، Concerta) لتحسين التركيز وتقليل الاندفاع. تُستخدم أحيانًا أدوية غير منشطة مثل الأتوموكسيتين (Strattera) أو مضادات الاكتئاب في بعض الحالات.

  1. العلاجات البديلة

بعض العلاجات قد تساعد مثل: 

  • العلاج النفسي: يقدم المعالجون النفسيون جلسات استشارية لدعم الطفل في التعامل مع التحديات النفسية والعاطفية المتعلقة بالاضطراب، مثل القلق أو الاكتئاب.
  • العلاج التدريبي الاجتماعي: يساعد الطفل على تطوير المهارات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين بشكل أفضل، مثل تعلم الاستماع، والتحكم في الاندفاع، وتكوين علاقات صحية.
  • العلاج بالتغذية والتمارين: على الرغم من قلة الأدلة العلمية، يشير بعض الآباء إلى فوائد بعض الأنظمة الغذائية والتمارين البدنية في تحسين سلوك الأطفال المصابين بالاضطراب. ممارسة الرياضة اليومية قد تساعد في تخفيف بعض الأعراض.
  • التدريب على المهارات التنظيمية: يتعلم الأطفال المصابون باضطراب لفرط الحركة وتشتت الانتباه كيفية إدارة وقتهم والتخطيط للمستقبل باستخدام جداول وتنظيم المهام بشكل أفضل

 

في الختام، يُظهر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) تعقيدًا يتجاوز مجرد الأعراض السلوكية. من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن للأفراد إدارة أعراضهم بنجاح وتحقيق إمكانياتهم. دعم الأهل والمعلمين والمختصين يلعب دورًا حيويًا في توفير بيئة داعمة. فهم هذا الاضطراب وزيادة الوعي حوله يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة المتأثرين.

 

الأسئلة الشائعة

متى ينتهي مرض فرط الحركة عند الاطفال؟

فرط الحركة وتشتت الانتباه ليس مرضًا ينتهي في وقت معين، ولكنه حالة يمكن أن تتحسن أو تتغير مع مرور الوقت. بعض الأطفال قد يظهرون تحسنًا ملحوظًا مع التقدم في العمر أو مع تلقي العلاج المناسب، لكن البعض الآخر قد يستمرون في مواجهة تحديات تتعلق بالتركيز والانتباه حتى البلوغ.

كيف عالجت ابني من فرط الحركة؟

علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه يتضمن عادةً مزيجًا من العلاج الدوائي والعلاج السلوكي. يمكن أن تشمل استراتيجيات العلاج تعديل نمط الحياة، تحسين التنظيم والتخطيط، وتقديم دعم أكاديمي وسلوكي. من المهم استشارة طبيب مختص لوضع خطة علاجية مناسبة لكل طفل.

هل يمكن منع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الطفل؟

لا يمكن منع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بشكل كامل، حيث يُعتقد أن هناك عوامل وراثية وبيئية تلعب دورًا في تطور الحالة. ومع ذلك، يمكن اتخاذ خطوات لتعزيز صحة الطفل العامة ودعمه مبكرًا من خلال التدخلات المبكرة والدعم المناسب.

هل يمكن الشفاء من فرط الحركة وتشتت الانتباه؟

تأتي استفسارات عديدة “هل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD قابل للعلاج؟”

والإجابة: لا يوجد “شفاء” كامل من فرط الحركة وتشتت الانتباه، ولكن يمكن إدارة الأعراض بشكل فعال من خلال العلاج والتدريب والدعم المناسب. العديد من الأفراد يتعلمون كيفية التعامل مع التحديات المرتبطة بالحالة ويحققون نجاحًا كبيرًا في حياتهم الشخصية والأكاديمية.

ما الفرق بين فرط الحركة واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟
  • فرط الحركة: يشير إلى النشاط المفرط والحركة المستمرة التي قد تكون غير ملائمة للموقف أو البيئة.
  • اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD): هو حالة أكثر تعقيدًا تشمل مزيجًا من أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه. يشمل هذا الاضطراب صعوبات في التركيز والانتباه بالإضافة إلى النشاط المفرط، مما يؤثر على الأداء اليومي للشخص في المدرسة، المنزل، والأنشطة الاجتماعية.
كيف يمكنني مساعدة طفلي المصاب بفرط الحركة وتشتت الانتباه؟
  • المتابعة مع الطبيب بانتظام لضمان فعالية العلاج.
  • التعاون مع المدرسة والمعلمين لتوفير بيئة تعليمية داعمة.
  • تعليم الطفل أساليب تنظيمية بسيطة، مثل استخدام قائمة مهام يومية.
لأي اختصاص أتجه طفل مصاب بفرط الحركة وتشتت الانتباه؟

عند الاعتقاد أن الطفل مصاب بحالة اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) يجب أن يتم تقييم الحالة من قبل الطبيب المختص بأحد التخصصات التالية:

  1. طبيب أطفال مختص في اضطرابات النمو أو السلوك: لتشخيص الحالة ومتابعتها طبيًا
  2. أخصائي نفسي: لتقديم العلاج السلوكي، وهو مهم لتعليم الطفل كيفية إدارة الأعراض وتحسين التركيز والسلوك
  3. طبيب أعصاب للأطفال: إذا كانت الحالة تتطلب فحصًا أعمق للجهاز العصبي أو وجود أعراض إضافية
  4. أخصائي علاج وظيفي: لمساعدة الطفل على تطوير المهارات الحركية الدقيقة والتحكم بالنشاط الزائد
  5. أخصائي في التربية الخاصة: لمساعدة الطفل على تحسين الأداء الأكاديمي وتقديم الدعم التعليمي المناسب

أضف تعليق