مركز بداية

النشاط الزائد عند الأطفال: كيف تدعم وتفهم طفلك؟

يصعب على الأباء في كثير من الأحيان معرفة التصرف الصحيح مع النشاط الزائد عند الأطفال وكيف يتعاملون مع طفل كثير الحركة تركيزه قليل لا يعرف الصبر، هل يفرحون لحيوية الطفل أم يقلقون لوجود مشكلة في فرط النشاط قد تتحول إلى شيء يؤثر على جوانب حياة الطفل بأكملها؟

 

ما هو النشاط الزائد عند الأطفال؟

النشاط الزائد (Hyperactivity) مشكلة سلوكية تظهر لدى بعض الأطفال بين عمر 6 إلى 8 سنوات، تجعلهم مندفعين دائمًا وباستمرار بحركة غير هادفة لا يركزون في تصرفاتهم ويتسرعون في اتخاذ القرارات ولا يكتسبون خبرة من تجاربهم وما يتعرضوا إليه سابقًا. ويجد الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة صعوبة في تقبل الإحباط والصبر والالتزام بالهدوء أو التركيز على المهام اليومية، مثل الدراسة أو اللعب.

 

سلوكيات وأعراض النشاط الزائد عند الطفل

تختف الأعراض من طفل لآخر وقد تتغير مع تقدم العمر، وفي حين التشخيص الدقيق لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يجب أن يتم من قبل طبيب متخصص، قد تدل العلامات التالية أن الطفل يعاني من فرط الحركة الزائدة:

أعراض فرط النشاط والاندفاع

  • الحركة المستمرة: لا يستطيع الطفل الجلوس في مكانه لفترة طويلة، فهو دائمًا في حركة مستمرة، يقفز، يركض، يتسلق، حتى في المواقف التي لا تتطلب ذلك.
    • مثال: أثناء الجلوس في الصف، يقوم الطفل بالوقوف المتكرر والتجول في الفصل.
  • صعوبة في الانتظار: يجد الطفل صعوبة في الانتظار في الطابور أو دوره، وقد يقاطع الآخرين أثناء الحديث.
    • مثال: أثناء انتظار دوره في اللعب، يدفع الأطفال الآخرين ويبدأ باللعب قبل دوره.
  • التسرع في اتخاذ القرارات: يتصرف الطفل بشكل اندفاعي دون تفكير في العواقب، مما يؤدي إلى ارتكاب الأخطاء.
    • مثال: يجيب الطفل على الأسئلة قبل أن يسمعها كاملة، أو يقطع الطعام قبل أن يمضغه جيداً.
  • صعوبة في إكمال المهام: يجد الطفل صعوبة في التركيز على مهمة واحدة حتى النهاية، وينتقل من مهمة لأخرى بسهولة.
    • مثال: يبدأ الطفل في الرسم، ولكن سرعان ما يترك الرسم ويبدأ في اللعب بلعبة أخرى.

أعراض نقص الانتباه

  • صعوبة في التركيز: يجد الطفل صعوبة في التركيز على مهمة واحدة لفترة طويلة، ويشعر بالملل بسرعة.
    • مثال: أثناء القراءة، يتشتت انتباه الطفل بأي صوت أو حركة.
  • نسيان الأشياء: ينسى الطفل الأشياء بسهولة، مثل الواجبات المدرسية أو الألعاب.
    • مثال: ينسى الطفل حقيبته المدرسية أو واجباته في المنزل.
  • صعوبة في متابعة التعليمات: يجد الطفل صعوبة في فهم وتذكر التعليمات المعقدة.
    • مثال: لا يستطيع الطفل تذكر الخطوات اللازمة لإنجاز مهمة ما، مثل حل مسألة رياضية.

مشاكل أخرى مصاحبة

  • مشاكل في اللغة والكلام: قد يعاني الطفل من تأخر في النطق أو صعوبة في التعبير عن أفكاره.
  • مشاكل في المهارات الحركية الدقيقة: قد يجد الطفل صعوبة في ربط الأزرار أو استخدام المقص.
  • اضطرابات النوم: مثل الأرق أو الكوابيس.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي: مثل آلام البطن.
  • صعوبات في التعلم والتكيف في المدرسة: قد يؤثر اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) على أداء الطفل الأكاديمي وعلاقاته الاجتماعية.

ملاحظة: ليس كل الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) يعانون من جميع هذه الأعراض، وقد تختلف شدة الأعراض من طفل لآخر.

 

كيف تعرف السلوكيات الطبيعية وسلوكيات النشاط الزائد عند الأطفال

  • السلوكيات الطبيعية:
    • ظهور بعض التصرفات الشاذة بشكل مؤقت كرد فعل على موقف معين.
  • السلوكيات المرضية:
    • تكرار السلوكيات السابقة بشكل مستمر وبشدة.
    • تأثير هذه السلوكيات على الحياة اليومية والاجتماعية للطفل.

ملاحظة: ليس كل الأطفال المصابين بفرط الحركة يعانون من جميع هذه الأعراض، وقد تختلف شدة الأعراض من طفل لآخر.

نصيحة: إذا لاحظت هذه الأعراض على طفلك، فمن المهم استشارة طبيب أو أخصائي علاج سلوكي للأطفال لتقييم الحالة وتقديم العلاج المناسب.

 

كيف يؤثر فرط الحركة عند الأطفال على الدماغ؟

يمكن أن تؤدي الحركة الزائدة إلى اضطراب في عمل الدماغ، مما يجعل الطفل يواجه صعوبة في:

  • تنظيم السلوك: يصعب على الأطفال التحكم في سلوكهم والاندفاعية.
  • التحكم في الانتباه: يجدون صعوبة في التركيز على مهمة واحدة وتجاهل المشتتات.
  • التخطيط والتنظيم: يعانون من صعوبة في التخطيط للمهام وتنظيم وقتهم.

يعاني الأطفال من صعوبة في التركيز على مهمة واحدة، وذلك بسبب خلل في الدوائر العصبية المسؤولة عن الانتباه. فبدلًا من التركيز على الحوافز المهمة، مثل شرح المعلم أو تعليمات الوالدين، ينجذبون بسهولة إلى محفزات ثانوية، مثل صوت طائر أو حركة في الغرفة. هذا التشتت المستمر يؤثر على قدرتهم على إكمال المهام، وتكوين العلاقات الاجتماعية، ويجعلهم يشعرون بالإحباط والقلق.

 

أسباب النشاط الزائد عند الأطفال

تظل الأسباب الدقيقة لفرط النشاط غير واضحة، ولكن بعض الأبحاث تشير إلى أن مجموعة من العوامل البيولوجية والبيئية تساهم في تطور هذه الحالة، من بين هذه الأسباب:

  • الجينات: تشير الدراسات إلى فرط الحركة يميل إلى الانتقال عبر الأجيال. إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب المقربين يعاني من هذه الحالة، فهناك احتمال كبير بأن يظهر الطفل أعراضًا مشابهة​
  • بنية الدماغ: يعتقد بعض الباحثين أن هناك خللًا في الناقلات العصبية في الدماغ، خصوصًا في الفص الجبهي المسؤول عن التحكم في الانفعالات والانتباه​
  • العوامل البيئية: على الرغم من أن فرط النشاط غالبًا ما يكون بيولوجيًا، فإن بعض العوامل البيئية مثل التعرض للرصاص أو التدخين خلال الحمل قد تزيد من احتمالية ظهور الأعراض.
  • العوامل النفسية والاجتماعية: قد يعاني الأطفال من صعوبات في التفاعل الاجتماعي، مما قد يؤدي إلى الشعور بالعزلة والوحدة.

 

علاج النشاط الزائد عند الأطفال

يتنوع العلاج بناءً على احتياجات كل طفل، ولكن هناك عدد من الخيارات الفعّالة التي يمكن أن تساعد في إدارة الأعراض وتحسين سلوك الطفل، يمكن استخدام أساليب علاجية متعددة تشمل:

  1. العلاج الدوائي: تحت إشراف طبي متخصص.
  2. العلاج السلوكي: لتدريب الطفل على مهارات جديدة.
  3. التدخل التربوي: لتعديل البيئة المدرسية.
  4. العلاج الغذائي: باتباع نظام غذائي متوازن.
  5. العلاج العائلي: لدعم الأسرة وتزويدها بالمهارات اللازمة للتعامل مع الطفل.

 

ختامًا، النشاط الزائد لدى الأطفال قد يكون تحديًا، ولكن يمكن التعامل معه بالتشخيص المبكر، والعلاج المناسب، والدعم الأسري، يمكن للأطفال مفرطي النشاط تحقيق النجاح في حياتهم اليومية.

أضف تعليق