مركز بداية

فهم اضطراب اللغة النمائي (DLD): دليل للآباء

هل يشعر طفلك بالصعوبة في التعبير عن أفكاره أو فهم ما يقال له بشكل متكرر وغير طبيعي؟ ربما يعاني طفلك من اضطراب اللغة النمائي (DLD)، نوضح في مقال اليوم هذا الاضطراب ونساعدك على فهمه بشكل أفضل وكيف تدعم طفلك للتغلب على التحديات التي يواجهها.

 

ما هو اضطراب اللغة النمائي؟

اضطراب اللغة النمائي (Developmental Language Disorder – DLD) هو صعوبة مستمرة في التحدث أو الفهم أو استخدام اللغة، وهو أمر قد يواجهه الطفل بدون سبب واضح مثل مشكلة سمعية أو عقلية، فيبدو الطفل طبيعيًا من ناحية الذكاء، لكنه يعاني من صعوبة في التعبير أو الفهم مقارنة بأقرانه، ويُعدّ واحد من أكثر اضطرابات اللغة شيوعًا لدى الأطفال، ومع ذلك غالبًا ما يُهمل أو يُشخَّص بشكل متأخر.

 

كيف يبدو اضطراب اللغة النمائي؟

تخيل هذا الموقف (للتوضيح):

طفل عمره 5 سنوات. عندما تطلب منه أمه: “خذ الكتاب وضعه على الطاولة بجانب الكرسي”، قد يبدو عليه الارتباك لأنه لم يفهم الجملة بالكامل. بدلًا من ذلك، قد يأخذ الكتاب ويقف ساكنًا أو يضعه في مكان عشوائي.

أمثلة بسيطة لتوضيح المشكلة:

  1. عندما يسأل الطفل: “إيش تبغى تفطر اليوم؟”، قد يرد بكلمات متقطعة أو جمل غير واضحة مثل: “أنا خبز ماء.”، بدلًا من “أبغى خبز وماء.”
  2. إذا حاول يحكي عن أحداث يومه، يقول: “أنا مدرسة لعب.” بدلًا من: “أنا لعبت في المدرسة.”

اضطراب اللغة النمائي عند الأطفال

أسباب اضطراب اللغة النمائي

لا تزال الأسباب الدقيقة لاضطراب اللغة النمائي غير معروفة، ولكن هناك عدة عوامل يمكن أن تلعب دورًا في حدوثه:

  1. العوامل الوراثية: إذا كان هناك أفراد في العائلة يعانون من مشاكل في اللغة، فقد يكون هناك خطر أكبر أن يعاني الطفل من اضطراب اللغة النمائي أيضًا.
  2. العوامل العصبية: التغيرات في بنية الدماغ أو طريقة عمله قد تؤثر على قدرة الطفل على معالجة اللغة.
  3. التأثيرات البيئية: إذا لم يتعرض الطفل لبيئة غنية باللغات خلال مراحل نموه المهمة، فقد يواجه صعوبة في اكتساب اللغة.
  4. قصور في القدرات/المهارات المعرفية: بعض الأطفال المصابين بـالاضطراب يعانون أيضًا من مشاكل في الذاكرة أو الانتباه، مما قد يؤثر على قدرتهم على اكتساب اللغة بشكل فعال.

أعراض اضطرابات اللغة النمائية

يظهر على الأطفال المصابون بـهذا الاضطراب مجموعة من الأعراض تؤثر على قدرتهم على استخدام اللغة بشكل طبيعي، منها:

  • تأخر الكلام: قد يجد الطفل صعوبة في بدء التحدث أو قد يستخدم عددًا أقل من الكلمات مقارنةً بأقرانه.
  • مفردات محدودة: قد يعاني الطفل من صعوبة في فهم واستخدام مجموعة واسعة من الكلمات.
  • صعوبة في تركيب الجمل: قد يواجه الطفل مشاكل في بناء جمل صحيحة نحويًا أو استخدام لغة معقدة.
  • تحديات في الفهم: قد يواجه الطفل صعوبة في فهم اللغة المنطوقة، اتباع التعليمات، أو استيعاب معنى القصص.
  • مشاكل في التواصل: قد يعاني الطفل من صعوبات في الانخراط في المحادثات، وأخذ الأدوار في الحديث، أو فهم الإشارات غير اللفظية في السياقات الاجتماعية.

ما هي المشاكل التي يواجهها الطفل المصاب باضطراب اللغة النمائي؟

  1. صعوبة في فهم الكلام:
    • مثال: لو قلت له: “ألبس الجاكيت قبل ما تطلع.” قد يفهم كلمة “جاكيت” فقط، وينسى بقية التعليمات.
  2. صعوبة في التعبير:
    • عندما يريد طلب شيء، قد يستخدم كلمات ناقصة أو يكرر نفس الجملة مثل: “اممم.”
  3. صعوبة في تركيب الجمل:
    • يقول: “لعبت سيارة” بدلًا من: “لعبت بالسيارة.”
  4. صعوبات أكاديمية محتملة:
    • يواجه الطفل المصاب باضطراب اللغة النمائي تحديات كبيرة في التعلم، مثل صعوبة القراءة والكتابة والفهم في المدرسة، مما قد يؤثر سلبًا على تحصيله الدراسي.
  5. صعوبة الاندماج الاجتماعي: 
    • قد يجد الطفل صعوبة في التواصل مع أقرانه بسبب محدودية مهاراته اللغوية، مما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية أو صعوبة في تكوين صداقات.

تشخيص اضطرابات اللغة النمائية

لتشخيص اضطرابات اللغة النمائية يتبع الأطباء والمتخصصون خطوات محددة:

  1. تقييم شامل: يقوم أخصائي النطق واللغة بإجراء مجموعة من التقييمات التي قد تشمل اختبارات قياسية، ملاحظات مباشرة، ومقابلات مع الأهل لفهم مستوى اللغة عند الطفل.
  2. استبعاد الحالات الأخرى: يتأكد الأخصائي من أن صعوبات اللغة التي يعاني منها الطفل ليست ناتجة عن اضطرابات نمائية أو عصبية أخرى أو حالات طبية مثل الإعاقات الذهنية.
  3. تاريخ التطور: يتم جمع معلومات حول مراحل تطور اللغة لدى الطفل، بما في ذلك تفاصيل عن أي مشاكل لغوية في العائلة، للمساعدة في تحديد ما إذا كان الطفل يعاني من اضطراب اللغة النمائي.

كيفية علاج اضطرابات اللغة النمائية

هناك عدة طرق يمكن أن تساعد في تحسين مهارات اللغة لدى الأطفال:

  • علاج النطق واللغة: جلسات العلاج مع أخصائي النطق واللغة تركز على تحسين المفردات، وبناء الجمل، ومهارات فهم اللغة.
  • تدريب الآباء: تعليم الأهل إستراتيجيات وتقنيات يمكنهم استخدامها في المنزل لدعم تطور اللغة عند أطفالهم.
  • تدريب المهارات الاجتماعية: برامج فردية وجماعية تساعد الأطفال على تحسين مهارات التواصل الاجتماعي وتفاعلهم مع أقرانهم..
  • استراتيجيات تعليمية داعمة: العمل مع المعلمين لتطبيق استراتيجيات تعليمية خاصة في الفصل الدراسي التي تساعد الطفل على التعلم بشكل أفضل.

نصائح لدعم طفلك المصاب باضطراب اللغة النمائي

يمكن للآباء أن يلعبوا دورًا كبيرًا في دعم تطور لغة أطفالهم المصابين باضطرابات اللغة، إليك بعض النصائح العملية:

  • إنشاء بيئة غنية باللغة: تحدث مع طفلك بانتظام، اقرأ له كتبًا، وشجعه على سرد القصص. هذه الأنشطة تساعد في تعزيز المفردات وفهم اللغة.
  • استخدام لغة بسيطة: حاول أن تتحدث بوضوح وتستخدم جمل قصيرة وبسيطة. هذا يسهل على طفلك فهم ما تقوله.
  • تشجيع اللعب: استخدم اللعب كوسيلة لتعليم اللغة. اللعب يمكن أن يكون وسيلة ممتعة ومفيدة لتعلم الكلمات والتواصل.
  • كن صبورًا وداعمًا: احتفل بكل تقدم صغير يحرزه طفلك، وقدم له دعمًا وتشجيعًا إيجابيًا. هذا يساعد في بناء ثقته بنفسه.
  • ابحث عن المساعدة المهنية: إذا كنت تشك في أن طفلك يعاني من اضطرابات اللغة، استشر أخصائي النطق واللغة. يمكنهم إجراء تقييم شامل وتقديم استراتيجيات وتدخلات مخصصة لمساعدة طفلك.

 

ختامًا، فهم اضطراب اللغة النمائي (DLD) خطوة أساسية لمساعدة الأطفال على تحسين مهاراتهم في التواصل. من خلال التعرف على الأعراض، والبحث عن التشخيص والعلاج المناسبين، وتطبيق استراتيجيات دعم فعالة في المنزل، يمكن للآباء أن يلعبوا دورًا حاسمًا في دعم نمو أطفالهم. إذا لاحظت أن طفلك يعاني من الأعراض، فإن زيارة أخصائي نطق ولغة خطوة مهمة للتقييم ووضع خطة علاجية مناسبة.

 

الأسئلة الشائعة

 

ماذا يعني اضطراب اللغة النمائي؟

  • الأطفال المصابون بـ DLD يواجهون صعوبة في فهم اللغة أو التعبير بها، مما يجعل التواصل مع الآخرين أكثر تعقيدًا بالنسبة لهم.
  • هذا الاضطراب يؤثر على مهارات اللغة الأساسية، مثل المفردات، وتركيب الجمل، والقواعد اللغوية.
  • غالبًا ما يكون لدى الطفل ذكاء طبيعي، لكن تحديات اللغة تجعل من الصعب عليهم النجاح في المدرسة أو التفاعل الاجتماعي.

كيف يظهر اضطراب اللغة النمائي؟

في الفهم:

  • صعوبة في فهم التعليمات الطويلة أو المعقدة.
  • مواجهة صعوبة في متابعة القصص أو المحادثات.

في التحدث:

  • استخدام جمل قصيرة وغير مكتملة.
  • تكرار الكلمات أو نسيان الكلمات المناسبة.
  • صعوبة في ترتيب الكلمات بشكل صحيح داخل الجملة.

في القراءة والكتابة:

  • قد يؤدي DLD إلى تأخر في تعلم القراءة والكتابة لأن اللغة الشفهية هي الأساس لهذه المهارات.

 

ما هي أسباب اضطراب اللغة النمائي؟

لا يوجد سبب واضح ومحدد لـ DLD، لكنه قد يكون مرتبطًا بـ:

  1. عوامل وراثية: الأطفال الذين لديهم أقارب يعانون من اضطرابات لغوية قد يكونون أكثر عرضة.
  2. تغيرات في الدماغ: قد تكون هناك اختلافات طفيفة في طريقة معالجة الدماغ للغة.
  3. عوامل بيئية: مثل نقص التفاعل اللغوي أو التحفيز في السنوات الأولى.

 

كيف يمكن مساعدة الأطفال المصابين بـ DLD؟

  1. العلاج اللغوي: أخصائيو النطق واللغة يعملون مع الطفل لتحسين مهاراته اللغوية.
  2. الدعم في المدرسة: يمكن تقديم استراتيجيات تعليمية مخصصة.
  3. التفاعل المستمر: التحدث مع الطفل بشكل واضح وبسيط، وتشجيعه على التعبير عن أفكاره.
  4. الأدوات المساندة: مثل الألعاب التعليمية والتطبيقات التي تدعم تطور اللغة.

 

هل يمكن التغلب على اضطراب اللغة النمائي؟

  • رغم أن DLD يمكن أن يستمر مدى الحياة، إلا أن التدخل المبكر يلعب دورًا كبيرًا في تحسين مهارات اللغة والتكيف مع التحديات.
  • الأطفال الذين يحصلون على الدعم المناسب يمكنهم تطوير مهاراتهم ليصبحوا قادرين على التفاعل بشكل أفضل مع محيطهم.

أضف تعليق