مركز بداية

اضطرابات التغذية عند الأطفال: كيف تضمن نمو صحّي وسليم لطفلك؟

التغذية الصحية أساسية لنمو الأطفال وتطورهم العقلي والجسدي، تقدم العناصر الغذائية الضرورية لبناء أجسامهم وتنمية عقولهم، إذ تؤثر العادات الغذائية الصحية في الطفولة على صحة الطفل المستقبلية، وتقلل من مخاطر الأمراض المزمنة، لذلك يجب الانتباه إلى تغذية الطفل والحرص على علاج اضطرابات التغذية عند الأطفال وأسبابها وأعراضها وطرق التعامل معها.

ما هي اضطرابات التغذية؟

صعوبات التغذية أو اضطرابات الأكل مجموعة من المشاكل التي تؤثر على قدرة الطفل على تناول الطعام بشكل طبيعي وصحي، مما يؤثر على نموه وتطوره الجسدي والعقلي، وتشمل هذه الاضطرابات مجموعة متنوعة من السلوكيات والأعراض، وقد تكون ناتجة عن عوامل طبية، نفسية، أو سلوكية. يمكن تقسيم اضطرابات التغذية إلى عدة أنواع رئيسية، تشمل:

أنواع اضطرابات التغذية

بالإضافة إلى الأنواع الرئيسية لسوء التغذية، هناك مشاكل تغذية محددة قد يعاني منها الأطفال وتشمل:

  1. التغذية الانتقائية

يشتهر الأطفال بكونهم “أكلة انتقائيين”، ولكن أحيانًا قد يتجاوز هذا الانتقاء الحدود الطبيعية. إذا كان الطفل يرفض تناول مجموعات غذائية كاملة مثل الخضروات أو الفواكه، أو يفضل تناول نوع واحد من الطعام فقط، فقد يكون يعاني من التغذية الانتقائية.

  1. صعوبة البلع

قد يواجه بعض الأطفال صعوبة في بلع الطعام أو السوائل، مما يؤدي إلى السعال والاختناق. يمكن أن يكون ذلك بسبب ضعف عضلات الفم واللسان، أو مشاكل في الجهاز العصبي، أو تشوهات في الفم والحلق.

  1. اضطرابات الأكل

على الرغم من ندرتها، إلا أن اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي والإفراط في الأكل يمكن أن تؤثر على الأطفال. هذه الحالات النفسية الخطيرة تتطلب علاجًا متخصصًا.

  1. مشاكل التغذية المرتبطة بالحالات الطبية

قد تؤثر بعض الحالات الطبية على قدرة الطفل على تناول الطعام بشكل طبيعي، مثل الارتجاع المعدي المريئي، والحساسية الغذائية، ومشاكل الجهاز الهضمي، أو بعض المتلازمات الوراثية.

تشخيص اضطرابات التغذية عند الأطفال

التشخيص المبكر لمشاكل التغذية وتحديد سببها أمر بالغ الأهمية، يسهّل معالجتها ووضع خطة علاجية فعالة تزيد من فرص النجاح وتقلل من المضاعفات المحتملة. التشخيص المبكر يساعد في:

  • تحسين النتائج الصحية للأطفال
  • تقليل فترة العلاج والتكاليف المرتبطة به
  • منع تطور المشاكل الصحية المزمنة

كيف يتم تشخيص مشاكل تغذية الأطفال؟

تشمل عملية التشخيص عدة خطوات، وهي:

  1. الفحص البدني: بإجراء فحص بدني شامل للطفل لتحديد أي علامات ظاهرة على سوء التغذية، مثل ضعف النمو الجسدي، تغيرات في الجلد والشعر، أو مشاكل في الأسنان.
  2. التاريخ الطبي والتغذوي: يتم مراجعة تاريخ الطفل الطبي والعائلي، بما في ذلك تاريخ التغذية والعادات الغذائية اليومية، ونوعية الطعام، وأي مشاكل صحية أو أعراض يعاني منها الطفل.
  3. الاختبارات المعملية: تشمل اختبارات الدم لقياس مستويات الفيتامينات والمعادن الأساسية، مثل الحديد، فيتامين د، والزنك. هذه الاختبارات تساعد في تحديد نقص المغذيات الدقيقة. قد تشمل أيضًا اختبارات أخرى لتقييم وظيفة الكبد والكلى أو للكشف عن الحساسية الغذائية.
  4. تقييم النمو: يتم قياس الوزن والطول ومؤشرات النمو الأخرى ومقارنتها بمخططات النمو القياسية. هذه القياسات تساعد في تحديد إذا كان الطفل يعاني من نقص الوزن، السمنة، أو نقص النمو بالنسبة لعمره.

متى يجب استشارة أخصائي اضطرابات التغذية؟

يجب على الأهل استشارة الأخصائيين في الحالات التالية:

  • فقدان الوزن السريع أو عدم زيادة الوزن رغم تناول الطعام بشكل طبيعي
  • صعوبة التنفس أو البلع أثناء تناول الطعام
  • ظهور علامات الجفاف مثل قلة التبول، جفاف الفم، أو العيون الغائرة
  • الشكوى المستمرة من آلام البطن أو القيء المتكرر
  • التغيرات الكبيرة في السلوك الغذائي أو الشهية

عوامل رئيسية للمناقشة مع أخصائي تغذية أطفال

إذا كان طفلك يعاني من صعوبات التغذية، فإن التواصل المفتوح مع أخصائي أمر حيوي. كن مستعدًا لمناقشة ما يلي:

  • المظهر: كيف تظهر المشكلة (على سبيل المثال، الرفض ، الاختناق)؟
  • التاريخ الطبي: هل هناك أي حالات طبية كامنة؟
  • النمو والتطور: هل أثرت المشكلة على وزن طفلك أو نموه بشكل عام؟
  • سلوك وقت الوجبة: ما هي السلوكيات المحددة التي تحدث أثناء الوجبات؟
  • التحمل: هل هناك أنواع معينة من قوام الطعام يمكن لطفلك أو لا يتحملها؟

مراحل تطور التغذية عند الأطفال يجب الانتباه لها

تتضمن هذه المراحل تقديم أنواع مختلفة من الأطعمة بطرق تتناسب مع قدرة الطفل على تناول الطعام وهضمه. هنا نستعرض المراحل الرئيسية لتطور تغذية الطفل:

من 6 أشهر فما فوق: الأطعمة المهروسة

  • المرحلة: في هذا العمر، يكون الطفل مستعدًا لتجربة الأطعمة المهروسة.
  • التوصيات: ابدأ بتقديم الأطعمة اللينة والمهروسة مثل الخضروات والفواكه المهروسة، والحبوب الممزوجة بالحليب.
  • الأهمية: يساعد تقديم الأطعمة المهروسة في هذه المرحلة على تعريف الطفل بقوام جديد وتحفيز مهارات البلع والمضغ.

من 7 أشهر فما فوق: الأطعمة المفرومة والرطبة

  • المرحلة: بعد التعود على الأطعمة المهروسة، يمكن للطفل الانتقال إلى الأطعمة المفرومة والرطبة.
  • التوصيات: تقديم الأطعمة المفرومة مثل الخضروات المطبوخة جيدًا والفواكه الناضجة المقطعة إلى قطع صغيرة.
  • الأهمية: هذه المرحلة تساعد الطفل على تطوير مهاراته في المضغ وزيادة تنوع الأطعمة التي يتناولها.

من 9 أشهر فما فوق: الأطعمة اللينة وقطع صغيرة سهلة المضغ

  • المرحلة: يصبح الطفل جاهزًا لتناول الأطعمة اللينة المقطعة إلى قطع صغيرة.
  • التوصيات: تقديم أطعمة مثل قطع الفواكه اللينة، الخضروات المطبوخة، والمعكرونة الصغيرة.
  • الأهمية: تعزيز قدرة الطفل على التعامل مع قطع الطعام الصغيرة وزيادة مهاراته في المضغ.

من 9 أشهر فما فوق: الأطعمة الانتقالية والأطعمة التي تؤكل بالأصابع

  • المرحلة: يمكن للطفل البدء بتناول الأطعمة التي يمكنه حملها بالأصابع.
  • التوصيات: تقديم أطعمة مثل قطع الجزر المطبوخ، قطع الدجاج اللينة، والفواكه الطرية.
  • الأهمية: تشجيع الطفل على تناول الطعام بنفسه وتطوير مهاراته الحركية الدقيقة.

تشير الدراسات إلى أن تقديم الأطعمة ذات القوام المتكتل (مثل الأطعمة التي تحتوي على قطع صغيرة أو كتل) قبل عمر تسعة أشهر يمكن أن يساعد في تحسين استعداد الطفل لتجربة أطعمة جديدة وأقل عرضة لتطوير مشاكل التغذية في وقت لاحق. هذا يساعد في تقليل الانتقائية الغذائية ويعزز تنوع النظام الغذائي للطفل.

كيفية اختبار قوام الطعام

اختبار قوام الطعام يعتبر خطوة حاسمة لضمان سلامة الطفل أثناء تناول الأطعمة الجديدة، خاصة في المراحل الأولى من تجربة الأطعمة الصلبة. يمكن أن يساعد هذا الاختبار في تحديد مدى ملاءمة قوام الطعام لقدرات الطفل على المضغ والبلع، مما يقلل من مخاطر الاختناق أو صعوبة البلع.

  • مهروس: يحافظ على شكله على الشوكة أو الملعقة ، ولا يقطر بسهولة.
  • مفروم ورطب: يهرس بسهولة بالشوكة ، ويحافظ على شكله على الملعقة.
  • سهل المضغ: يمكن تفتيته بالشوكة ، ولا يعود إلى شكله الأصلي.

علامات تدل على أن طفلك قد يحتاج إلى قوام مختلف

من المهم مراقبة كيفية تعامل الطفل مع الطعام للتأكد من أن القوام مناسب لقدراته على المضغ والبلع. هناك بعض العلامات التي تشير إلى أن الطفل قد يحتاج إلى تعديل في قوام الطعام لضمان سلامته وصحته أثناء الوجبات:

  • الاختناق المتكرر
  • السعال أثناء الوجبات
  • صوت رطب أو به بلغم
  • صعوبة في التنفس أثناء الأكل
  • نوبات غضب أثناء الوجبة
  • رفض الطعام
  • تجنب أطعمة معينة
  • فترات وجبات طويلة
  • صعوبة في المضغ
  • التقيؤ
  • تغيرات غير مبررة في الوزن

نصائح لدعم نمو تغذية طفلك

تنمية عادات غذائية صحية لدى الأطفال من أهم العوامل التي تساهم في نموهم السليم وتطورهم. هنا بعض النصائح العملية التي يمكن أن تساعد الأهل في تعزيز تغذية أطفالهم وضمان حصولهم على العناصر الغذائية اللازمة:

  • التعرض المتكرر: قدم أطعمة جديدة عدة مرات للسماح لطفلك بتطوير تفضيلاته.
  • التنوع هو المفتاح: قدم مجموعة واسعة من الأطعمة لتوسيع ذوقه.
  • وجبات مرحة: ادمج المرح في وقت الوجبة لجعل تجربة الأطعمة الجديدة مثيرة.
  • اعتمد على المفضلات: قدم أشكالًا مختلفة من الأطعمة التي يستمتع بها طفلك بالفعل.
  • تجنب الضغط: شجع على تجربة أطعمة جديدة دون إكراه أو رشاوى.
  • إشارات الجوع والشبع: ساعد طفلك على التعرف على هذه الإشارات لتأسيس عادات غذائية صحية.

ختامًا،

يمكن أن تكون صعوبات التغذية مرهقة للجميع. من المهم أن تكون واعيًا للعلامات التي تشير إلى وجود مشكلة في تغذية طفلك وأن تتحرك بسرعة لاستشارة أخصائي تغذية أو طبيب أطفال. تقييم تغذية طفلك من قبل متخصص يمكن أن يوفر لك خطة علاجية فعالة، ويضمن نمو طفلك بشكل صحي وسليم.

لا تتردد في تحديد موعد لتقييم تغذية طفلك إذا لاحظت أي علامات مقلقة مثل فقدان الوزن، صعوبة في البلع، أو تغيرات كبيرة في الشهية. تذكر أن التدخل المبكر يمكن أن يحسن بشكل كبير من النتائج الصحية لطفلك ويقلل من التوتر والقلق لك ولعائلتك.

الأسئلة الشائعة

ما أنواع اضطرابات الأكل؟

1. فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa): رفض تناول الطعام بشكل كافٍ خوفًا من زيادة الوزن.
2. النهام العصبي (Bulimia Nervosa): الإفراط في الأكل ثم التخلص منه عبر القيء أو استخدام المسهلات.
3. اضطراب الأكل القهري (Binge Eating Disorder): تناول كميات كبيرة من الطعام في فترة قصيرة مع الشعور بالذنب.
4. اضطراب تجنب/تقييد تناول الطعام (ARFID): انتقائية أو تقييد تناول الطعام بسبب حساسية أو مخاوف من نسيج أو طعم الطعام.

ما سبب انتقائية الأكل عند الأطفال؟

انتقائية الأكل عند الأطفال قد تكون نتيجة عدة عوامل:

– حسية: حساسية تجاه ملمس أو لون أو رائحة معينة للطعام.
– نفسية: تجربة سلبية مع الطعام، مثل الاختناق أو الإكراه على تناوله.
– تطورية: يعتبر الانتقاء في الطعام جزءًا طبيعيًا من مراحل تطور الطفل، خاصة بين 2-5 سنوات.
– بيئية: تقليد الأهل أو رفضهم لأطعمة معينة.
– صحية: مشاكل مثل الحساسية الغذائية أو صعوبة البلع أو اضطرابات الجهاز الهضمي.

ما هي أعراض سوء التغذية عند الأطفال؟

سوء التغذية يظهر بعدة علامات قد تتفاوت حسب شدته، ومنها:

– ضعف النمو: تأخر في الطول أو الوزن مقارنة بالأقران.
– تغيرات جلدية: جفاف الجلد أو ظهور بقع بيضاء أو احمرار.
– شعر وأظافر ضعيفة: تقصف الشعر وهشاشة الأظافر.
– التعب والإرهاق: قلة النشاط وصعوبة التركيز.
– مشاكل الجهاز المناعي: كثرة الإصابة بالأمراض أو بطء التعافي.
– مشاكل سلوكية: التهيج أو الانعزال.
– اضطرابات الجهاز الهضمي: الإمساك أو الإسهال المزمن.

إذا ظهرت هذه الأعراض، يجب استشارة أخصائي لتقييم الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة.

أضف تعليق